الميدان الرياضي : دورينا .. الأضعف فنيا وماليا واداريا وجماهيريا!!
التاريخ : 2018-04-19

دورينا .. الأضعف فنيا وماليا واداريا وجماهيريا!!

صالح الراشد

تعتبر بطولات الدوري في شتى دول العالم المقياس الحقيقي لمستوى تطور اللعبة, بل يذهب البعض الى أكثر من ذلك حيث يعتبرها مقياس لمستوى رفاهية الشعب اقتصاديا, لكن في الأردن الوضع مختلف فدوري المناصير الحالي يعتبر الأضعف فنيا وماليا واداريا وجماهيرا وتسويقيا, بل ان تصنيف الدوري الأردني يأتي في مركز متأخر ضمن اقوى البطولات, وهذا بسبب عدم وجود تعامل منهجي مع البطولة التي تقام على نظام 'الفزعة', في ظل نقص الخبراء في مجال تنظيم البطولات ووضع البرامج والاشراف الإداري على هذه البطولات.

ففنيا, لا زال الدوري الأردني يحبو في عالم كرة القدم بسبب ضعف المستوى والذي يتم قياسه من خلال اللعب الفعال الذي لا يصل في الأردن الى '45' دقيقة في أفضل الحالات, ومعدل الجري والذي يسجل ارقام ضعيفة جدا حيث بلغ ما يركضه اللاعب حسب دراسة جامعة اليرموك '3' كيلو متر, وهذه نسبة ضعيفة جدا كون المعدل الأوروبي يصل الى '8' كيلو متر وفي البطولات الكبرى يصل عند بعض اللاعبين الى ' 12' كيلو متر.


وهذا المعدل يشير الى ضعف الخطط الفنية التي تعمل عليها الأندية إضافة الى ضعف نظام المسابقة التي تتوقف في مراحل عديدة مما يجعل مدربي الأندية يخففون أو يزيدون من الحمل التدريبي حسب الخطط التي ينتهجها المدرب , ولكن في جميع الحالات فان التوقف استنزف الخطط لدى المدربين ليهبط مستوى الأداء.

أما تسويقيا, فان الوضع يعتبر مأساويا, كون العقود التسويقية لا تقوم على الفائدة المشتركة بين الشركات واتحاد اللعبة , مما يعني ان العقود التي يبرمها الاتحاد لا تفي بالغرض المطلوب, فحاجة كرة القدم الأردنية والأندية تصل في العام الى أكثر من '20' مليون دينار, بحيث تكون حصة كل ناد مليون دينار تقريبا فيما يتم انفاق البقية على الأمور الإدارية والمنتخبات, لكن حجم العقود الحالية لا يصل الى ربع هذا المبلغ, مما يعني ان الشركات غير مقتنعة بفائدة كرة القدم في تسويق وترويج منتجاتها, وبالتالي فان مسألة الشراكة الثنائية التكاملية لا زالت مفقودة بسبب ضعف الاقبال الجماهيري على الملاعب وضعف المستوى الفني.

أما جماهيريا, فان بطولات الدوري والكاس في الأردن تشهد تراجعا كبيرا ولا نجد جمهور بالعدد الكافي الا في عدد محدود من المباريات لا يصل الى '10' مباريات في الموسم الكامل, وحتى ما نعتبره عدد كافي من الجمهور فهو لا يملأ مدرجات الملاعب التي تعتبر قليلة العدد, كون أكثرها سعة وهو استاد عمان الدولي يتسع الى '18' ألف متفرج, ولا تخفى اسباب عزوف الجماهير عن الجميع كونها تبدا من عدم وجود مكان لاصطفاف السيارة ثم الصعوبات التي يلاقيها للدخول الى الملعب والخروج منه , إضافة الى التشديد الأمني ثم الالفاظ النابية التي غزت ملاعبنا بقوة وأخيرا المستوى الفني الهزيل, وهذه جميعا تعتبر عوامل طاردة لحضور المباريات في المدرجات.

أما إداريا, فهي أحد كوارث كرة القدم, فالخبراء ' حسب اتحاد الكرة' في غالبيتهم لا يعرفون معنى التنظيم بعد رحيل أصحاب الخبرات الحقيقية, إضافة الى التعامل الفوقي من غالبيتهم, لذا فقد حصلت العديد من المشاحنات والمشاجرات بين موظفي الأمانة العامة وممثلي الأندية وروابط المشجعين, وبالتالي اصبح طريق الحوار مغلق, فيما الخبرات الإدارية في تنظيم البطولات تتراجع من عام لاخر بسبب التدخلات من اشخاص لا يملكون أي خبرات في هذا المجال.

وهنا يتساءل البعض, لماذا لا يوجد نقد لما يجري في اتحاد كرة القدم من قبل المؤسسات الإعلامية, وحتى نضع النقاط على الحروف فان التلفزيون الأردني هو من يقوم بنقل المباريات ولا يجوز استضافة أي شخص ينتقد الاتحاد, لأن ذلك يعتبر تجاوز للخطوط الحمراء, فيما الصحف اليومية لا تقوم بتوجيه أي انتقاد.., وبالتالي استطاع الاتحاد أن يحمي نفسه من أي نقد اعلامي الا المواقع الالكترونية التي تمثل حال الشارع الرياضي وتقوم بواجبها على أكمل وجه.

عدد المشاهدات : [ 8120 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .